نتفاضة تشرين/ اكتوبر 2019 في العراق المتواصلة حتى الان ، هي ثورة الحرية والكرامة وحقوق الشعب المغتصبة. ومنذ الاحتلال الامريكي عام 2003 ، تمكنت الاحزاب الحاكمة الفاسدة المستقوية بالمليشيات المسلحة، من سرقة الدولة والهيمنة على مؤسساتها واعتبرتها غنيمة تتقاسم خيراتها وتستلب حقوق الشعب بكل صلافة .
الاحصائيات المحلية والدولية اشارت الى نهب الاحزاب اكثر من ألف مليار دولار من خيرات البلد وارسالها الى الخارج منذ 2003 . في وقت يعيش فيه الشعب العراقي اسوأ ظروف اقتصادية وامنية وخدمية في تاريخه الحديث، ولذا كان خيار لا بديل عنه للشعب عندما قرر البدء بانتفاضة شعبية لاصلاح الاوضاع وتخليص البلد من الاحزاب الفاسدة ومليشياتها التي لم تكتفي بسرقة البلد بل وحولته الى تابع لايران.
وكان طبيعيا ان تواجه قوى الفساد والتبعية ، حراك الشعب ، بالقوة والعنف المفرط الذي اسفر خلال نحو شهر، عن مقتل 350 وجرح اكثر من 15 الف واعتقال الالاف من المتظاهرين والناشطين، الا ان ذلك لم يثن المحتجين والشعب عن الاصرار على تحقيق اهدافهم مهما كانت التضحيات لاستعادة الوطن من براثن رموز الفساد والتبعية.
ويأمل العراقيون ان يفهم العالم مغزى انتفاضتهم وان يقف مع ثورتهم من اجل تحقيق مطالبهم المشروعة واستعادة وطنهم من احزاب ومافيات الفساد والتبعية للاجنبي.